ما احتمال وقوع هزة أرضية قوية في منطقتنا؟ - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


آثار قلعة الحصن (سوسيتا)، جنوبي الجولان، التي دمرتها هزة أرضية عام 749م

ما هو احتمال وقوع هزة أرضية قوية في منطقتنا؟
نبيه عويدات - 27\01\2010
يكثر الحديث في السنوات الأخيرة عن قرب وقوع هزة أرضية قوية في منطقتنا، يتوقع أن تؤدي إلى سقوط آلاف الضحايا. ويأتي هذا الحديث اعتماداً على إحصائيات وحقائق علمية، تؤكد وقوع هزة أرضية قوية في منطقتنا بمعدل مرة كل ثمانين عاماً. ويبني العلمان توقعاتهم هذه اعتماداً على أن آخر هزة أرضية قوية وقعت في العام 1927، أي منذ 83 عاماً.
يعتبر الشق السوري – الأفريقي الذي يمتد من جنوبي تركيا في الشمال عبر بلاد الشام، البحر الأحمر وخليج عدن، إلى كينيا في الجنوب، ماراً بمحاذاة الجولان عبر نهر الأردن، أحد مناطق الهزات الأرضية النشطة في العالم، وهو مصدر الخطر الأساسي لحدوث الهزات الأرضية في منطقتنا. وتشير الحقائق التاريخية إلى حدوث هزات أرضية كارثية وقعت في هذه المنطقة، أدت إلى سقوط عشرات آلاف الضحايا، وخلفت دماراً واسعاً في المباني في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن.
ولعل أقدم الهزات الأرضية في منطقتنا التي ورد ذكرها في التاريخ، كانت تلك التي حدثت في عام 31 قبل الميلاد، والتي وصفها المؤرخ يوسيفوس فيليبوس عند روايته عن الملك هيرودوس، الذي منع أفراد جيشه من الذهاب إلى بيوتهم لتفقد عائلاتهم بعد الهزة الأرضية التي ذهب ضحيتها 30 ألف شخص، وذلك كي لا يستغل الأعداء ذلك فيهجموا على مملكته.
ولا يزال خراب قلعة الحصن (سوسيتا)، الواقعة جنوبي الجولان، شاهداً على الدمار الذي لحق بالمنطقة إثر الزلزال الذي ضربها في العام 749 ميلادي.
في العام 1033 ميلادية اهتز الشرق الأوسط كله في هزة أرضية أدت إلى وقوع أضرار في المسجد الأقصى في القدس.
في العام 1068 دمرت مدينة الرملة عن بكرة أبيها نتيجة هزة أرضية قوية، ثم تبعتها هزة قوية أخرى في العام 1202، تشهد عليها الآثار الموجودة قرب جسر بنات يعقوب.
أما أعنف الهزات التي ضربت المنطقة فكانت في العام 1546. فبالرغم من أن مركز الهزة كان في غور الأردن، إلا أنها تسببت بحدوث أمواج
عملاقة (تسونامي) ضربت مدن ساحل البحر المتوسط، ومنها يافا، فمن نجا من الدمار سحبته المياه معها إلى عمق البحر.
في النصف الثاني من الألفية الثانية، وبالتحديد في العام 1759، وقعت هزة أرضية عنيفة ذهب ضحيتها عشرات آلاف القتلى، في المناطق التي تقع اليوم في سوريا، لبنان، فلسطين، والأردن.
في العام 1837 ضربت هزة أرضية منطقة الجليل، وتضررت نتيجتها مدينتا صفد وطبريا بشكل كبير، فقد أدت الهزة الأرضية إلى تدمير أسوار مدينة طبريا.
أما آخر الهزات الأرضية القوية فقد وقعت في العام 1927. وقد تضررت نتيجة هذه الهزة مدن أريحا، نابلس، عمان، اللد والقدس، وقد قدرت قوة هذه الهزة الأرضية بـ 6.2 على مقياس ريختر، وكان مركزها شمالي البحر الميت.

ويؤكد العلماء أن هزة أرضية قوية (6 درجات وما فوق على مقياس ريختر) تقع بمعدل مرة كل ثمانين عاماً في المنطقة الممتدة بين البحر الميت وسهل البقاع اللبناني. وبناء على ذلك، وبالاستناد إلى أن آخر هزة قوية وقعت في العام 1927، فإنهم يتوقعون بدون أدنى شك حدوث هزة أرضية قوية في هذه المنطقة في أي وقت، لكن لا يمكنهم التكهن بوقت وقوع ذلك بدقة.
ومع هذا يقول العلماء أنه ليس بالضرورة أن تكون هذه الهزة مدمرة، فجميع المباني الحديثة (التي بنيت بعد العام 1980)، والتي أشرف على تخطيطها مهندس، لها القدرة على تحمل هزة أرضية قوية، وذلك لأن المواصفات المعيارية (תקן) تفرض على المهندس بناء البيت بطريقة تضمن عدم انهيار البيت وقت وقوع الهزة. أي أنه يمكن للمبنى أن يتضرر لكنه لن ينهار فوق رؤوس ساكنيه.

هذه المقالة مبنية على معلومات
أخذت من المصادر التالية:
- موقع "مركز مسح إسرائيل" (המרכז למיפוי ישראל)
- مقالة للدكتور آفي شابيرا بعنوان: أخطار الهزات الأرضية في إسرائيل
- موسوعة ويكيبيديا الحرة